الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية المؤرخ عبد اللطيف الحناشي يكتب: داعش بيننا وعلى حدودنا

نشر في  05 جويلية 2015  (11:09)

داعش بيننا وعلى حدودنا- بقلم المؤرخ عبد اللطيف الحناشي


داعش على الابواب والدواعش بيننا منتشرون في كل مكان من هذه الارض الطيبة.... ماجرى قبل باردو وسوسة شيء وما بعد باردو وسوسة حالة اخرى ترتبط اشد الارتباط بما يجري على حدودنا الجنوبية لم تكن عملية سوسة صدفة او حدثا عابرا بل مرحلة جديدة من الارهاب الذي انتقل من سفوح الجبال وبعض المناطق الداخلية الى العاصمة ومدينة سوسة بما تمثل من ثقل اقتصادي وسكاني وسياسي ايضا..

الارهاب الذي انتقل من استهداف رجال الجيش والحرس الوطني الى استهداف المؤسسات الثقافية والاقتصادية يظهر انه مدعوم من قبل اطراف اجنبية اتخذت قرارا لالحاق الفوضى في تونس حتى تنتقل الى الجزائر... ما يجري في ليبيا الان سيمثل ربما المرحلة الاخيرة من مخاض طويل: صراع دموي ممتد بين مختلف الفصائل للسيطرة على طرابلس فتمدد داعش وتزايد عدد عناصرها من عرب وليبيين وانتقال جزء هام منهم من سوريا والعراق لم يكن اعتباطيا بل يظهر انه كان محسوبا بدقة وهذا الصراع المحتمل وربما المؤكد سيسمح لبعض الدول الاوروبية التي تورّطت في اسقاط النظام السابق للتدخل تحت عناوين مختلفة و ستنعكس احداث ليبيا او التدخل الاجنبي على تونس باشكال مختلفة مما سيهدد امنها....

مئات المقاتلين التونيسيين يعملون في صفوف مختلف المجموعات المسلحة الليبية المتشددة دينيا وغير المتشددين دينيا هؤلاء على استعداد للانتقال الى تونس عندما يختلط الحابل بالنابل في ليبيا وبالامكان ان ينظم اليهم مئات الشباب من التونيسيين المتحفّزين (تذكروا جيدا كيف تم الزحف على الموصل وبقية المدن العراقية والسورية) كما لا يستبعد انتقال اعداد غفيرة من المسلحين الليبيين الى تونس ايضا ناهيك عن آلاف اللاجئين العرب والاجانب والليبيين..

نعتقد ان القرار المتخذ اليوم من قبل رئاسة الجمهورية باعلان حالة الطوارئ قد اتخذ على خلفية المعلومات التي تحصلت عليها الاجهزة المعنية من افراد الخلية التي تم القاء القبض عليها ومن المعلومات التي وفرتها اجهزة الاستخبارات الاجنبية (الفرنسية والبريطانية) واالجزائرية....

كما يظهر ان القرار قد اتخذ بعد مشاورات مباشرة او ضمنية مع الاطراف السياسية الفاعلة على الساحة الوطنية... اعتقد ان هذا القرار هو استباقي وضروري وتوجد تطمينات بعدم المس من حرية الصحافة والتعبير والناس عامة وحتى ان حصلت تجاوزات من هذا القبيل فان الجمهور لن يسكت... فالعدوّ واضح للعيان ومن لا يرغب في ان لا يعترف بوجوده فتلك مسالة اخرى...

نعم لم تتمكن حكومة الصيد من معالجة اي مشكل من المشاكل العويصة التي تتخبّط فيها البلاد منذ فترة طويلة كما لم تتمكن من تحقيق اي شعار من شعارات الثورة وقد لا تكون قادرة على انجاز ذلك لا اليوم ولا الغد ولكن كل هذا سيضاعف من احتمال استغلال الدواعش بجميع اصنافهم لهذا الواقع المرير الذي تعيش فيه البلاد لتحقيق اهدافها في القتل والتدمير...

لذلك من الافضل ان نعمل من اجل تحصين الوطن مما يهدده من اخطار جديدة على خلفية العوامل الاقليمية والازمات الداخلية الاجتماعية والاقتصادية وعجز النخبة السياسية... نتمنى ان تُحلّ الازمة الليبية سريعا وباقل الخسائر وان تكون تداعيات ما يحدث، وما سيحدث، في ليبيا خفيفا على تونس... حمى الله تونس وليبيا.